Merck: الجزائر بوابة إفريقيا في إنتاج وتسويق الأدوية البيوتكنولوجية

فتحت صناعة الأدوية البيوتكنولوجية شهية العديد من المتعاملين والمنتجين الصيدلانيين، حيث يسعى مخبر "ميرك" الألماني لتعزيز تواجده في الجزائر باقتحامه مجال صناعة الأدوية البيوتكنولوجية التي تعد ضمن الأهداف الرئيسية لوزارة الصحة في المرحلة المقبلة، بعد أن خاض خطوته في إنتاج دواء "الغلوكوفاج" لعلاج السكري في الجزائر بالتعاون مع المخبر الجزائري "نوفا فارم".

ويبدو أن مجال صناعة الأدوية البيوتكنولوجية الذي تعوّل الجزائر بخصوصه أن تكون رابع قطب عالمي فيه قد لاقى إقبالا من قبل مصنعي الدواء الناشطين في الجزائر، لا سيما أنها صناعة دقيقة وتتطلب استثمارات جدّية وضخمة تدور في فلك الـ100 مليون أورو.

وأكّد كريم بن ضو مدير "ميرك" لشمال وغرب إفريقيا في حديث للشروق أنّ مؤسسته منحت موافقتها من أجل تحويل هذه التكنولوجيا نحو الجزائر، وأضاف أنّه في حال وجود الشريك الجيد، فإن الجزائر ستكون البلد الأوّل في المنطقة الذي ينتج أدوية بيوتكنولوجية، وستكون "ميرك" من المنتجين الأوائل في البلاد.

وأعرب ممثل "ميرك" عن دعمه لسياسة تشاركية للسوق بين دول المغرب العربي الثلاث "الجزائر وتونس والمغرب" من أجل التمكن من حلّ المشكلات الاقتصادية، ولم يخف تفكيره في ضرورة توسيع السوق إلى دول المغرب العربي وإفريقيا وعدم اقتصار تلك الأدوية على الجزائر فقط.

وبصيغة أخرى، يستطرد محدّثنا، "إنّ هذا الإنتاج البيوتكنولوجي يجب أن يكون ذا مردودية، فالحديث عن الأدوية البيوتكنولوجية يعني استثمارا في منطقة المائة مليون أورو ما يعادل 10 ملايير دج على عكس الكيمياء الكلاسيكية أين تدور الاستثمارات في حدود 10 ملايين أورو".

وبأكثر دقّة فإن "ميرك" بصدد البحث عن شريك جاد وذي مصداقية يستطيع تمويل 50 بالمائة من المشروع، بمنتوج متنوّع في الجزائر والمغرب وتونس من أجل ضمان تكامل في السوق يستجيب للمتطلبات الحقيقية، وبرّر الأمر بأنّه رغم أنّ الجزائر هي البلد الأكثر أهمية في المنطقة، إلاّ أنّه في مجال البيوتكنولوجيا يعدّ هذا غير كاف لبلوغ اقتصاد نوعي، لذا يجب التوجه نحو التصدير لتثمين هذا الاستثمار.

ولم ينف المتحدث "وجود تنافس حاد بين المستثمرين ورجال الأعمال من أجل اقتحام هذا المجال سواء في المغرب أم تونس أم الجزائر لذا علينا توحيد الجهود، فلا يجب أن يحلم كلّ واحد وحده".